كشفت صحيفة “سودان تريبيون” السودانية عن مصدر عسكري مصري، اليوم نفي ما يتردد حول اعتزام القاهرة إنشاء قاعدة عسكرية في إريتريا.
وقال تقرير الصحيفة أن المسؤول نفي تواصل مصر مع الصومال وجيبوتي بهدف إنشاء قاعدة عسكرية قبل أن توافق إريتريا.
وكانت صحيفة “ذا ناشونال صومالي لاند” التابعة للصومال في تقرير لها أن الحكومة المصرية عقدت اتفاقاً مع نظيرتها الإريترية يقضي بإنشاء قاعدة عسكرية في إريتريا بقوات قوامها من 20 ألف إلى 30 ألف جندي.
وعلى مدار العامين الماضيين، أجرت الحكومة المصرية عدة اجتماعات مع المسؤولين في أرض الصومال عدة مرات، وكان قرار الحكومة هو رفض إنشاء قاعدة عسكرية مصرية على أراضيها، بسبب العلاقة القوية بين أرض الصومال وإثيوبيا.
وعلي ضوء تلك التقارير المغلومطة اتهمت منظمة “رد سي أفار” الإريترية المعارضة حكومة بلادهم بإعطاء الضوء الأخضر للحكومة المصرية من أجل إنشاء قاعدة عسكرية بالبلاد، ونقل مسؤولون في المعارضة الإريترية عن مصادر مطلعة أن أسمرة سمحت للقاهرة بإنشاء قاعدة عسكرية في منطقة نور في جزيرة داهلاك دون تحديد مدة للعقد.
وزعم “ردا مولجيتا” القيادي بحزب الجبهة الديمقراطية الحاكم، قبل نفي المسؤول العسكري إن الهدف من الوجود العسكري في إريتريا هو القيام بعملية تخريبية ضد سد النهضة عن طريق دعم العناصر المناوئة لإثيوبيا، مضيفاً “تتآمر مصر مع إريتريا للدخول في حرب بالوكالة ضد إثيوبيا”.
وتوترت العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا بعد الحرب الحدودية 1998-2000 التي أسفرت عن مقتل 70 ألف شخص.
وحال صحة الخبر فإن مصر ستكون الدولة الإفريقية الأولى والثالثة عربيا بعد السعودية والإمارات التي تستفيد عسكرياً من الموقع الاستراتيجي لإرتيريا، زاعماً أن الرياض وأبوظبي تستخدمان ميناء “عصب” الإريتري في الحرب ضد الحوثيين باليمن.
فيما لم تعقب السعودية والإمارات على التقرير، كما تنفي إريتريا السماح لدول أجنبية بإنشاء قواعد عسكرية على أراضيها.
وتمتلك إريتريا ساحلاً طويلاً على البحر الأحمر يمتد لأكثر من 1200 كلم، ويعد الأقرب للسواحل اليمنية؛ وخاصة من موانئ يمنية يُرجح أن تكون هدفاً لأي عملية إنزال من قبل التحالف.
ويقترب ميناءي “عصب” و”مصوع” بإريتريا من الموانئ اليمنية؛ إذ يفصل الأول عن الساحل اليمني 60 كلم فقط، ويفصل الثاني عن ميناء الصليف باليمن مسافة 350 كلم، ويفصل نفس الميناء الإريتري عن ميناء الحديدة 380 كلم.
ويرجح مراقبون أن القاعدة التي ستبنيها مصر هي جزء من المشروع الإماراتي الطموح في تلك المنطقة وأن تمويلها سيكون إماراتيا، حيث تُعزِز الإمارات تواجدها العسكري في إريتريا بميناء “عصب”.